انتقد الباحث بتاريخ المدينة المنورة الدكتور عبدالباسط بدر المؤرخين الذين قسّموا تاريخ الحضارة الإسلامية
في الجزيرة العربية لعصور نشأة و عصور نهضة و إبداع علمي ثم عصور جمود و انحطاط ، معتبرًا هذا التقسيم
استشراقيا يستلهم دورة الحضارة الغربية لا يصح قياسه على الحضارة الإسلامية .
و قال في محاضرة ألقاها أمس الأول بصالون الوادي المبارك بنادي المدينة الأدبي بعنوان «صفحات مطوية من
تاريخ المدينة المنورة » أدارها مشرف الصالون الدكتور هاني فقيه ، إن كثيرًا من المؤرخين يصفون القرن الثاني
عشر الهجري من تاريخ المدينة المنورة بعصر الظلمة والتأخر، مرجعًا سبب ذلك الإجحاف أن الأحداث التي وقعت
فيه مطوية وتم تجاهلها سوى من بعض المؤرخين الذين تناولوا حوادث قليلة من تلك الحقبة .
و ذهب بدر إلى أنه لا تكاد توجد دراسة علمية تناولت الأوضاع العامة في حياة المدنيين وسكان القرى و الأرياف
و القرى الواقعة في منطقة المدينة المنورة بشكل موسع خلال القرن الثاني عشر الهجري باستثناء مايرد عرضًا
في مؤلفات بعض المؤرخين أو في مذكرات الرحالة من إشارات متفرقة، مما يؤكد الحاجة إلى إعادة دراسة تاريخ
المدينة المنورة مع إضافة ما استجد من مصادر تقوم على دراسة الوثائق العثمانية والمحلية التي تزخر بمعلومات
تفصيلية مهمة عن كافة جوانب تاريخ المدينة المنورة .
و استعرض أهم الأحداث التي وقعت بالمدينة المنورة أبان القرن الثاني عشر الهجري، كفتنة الأغوات وإغلاق أبواب
المسجد النبوي مدة طويلة أمام المصلين و سرقة مقتنيات الحجرة النبوية ، و ( جماعة العهد ) التي شكلها بعض
سكان المدينة لمكافحة الفساد و نصرة المظلوم و الإيقاع بالمفسدين و محاكمتهم .
و كذلك تحدث عن ملامح المجتمع في المدينة المنورة ، مبرزًا الجوانب الإيجابية لتماسك المجتمع المديني .
وشهدت المحاضرة عددا من المداخلات بدأت مع الشاعر خالد النعمان ، والباحث عدنان العمري، والدكتور زهير حافظ .
ابتسام المبارك – المدينة المنورة
الإثنين 04/02/2013
فى 5 - فبراير - 2013
أقرا إيضاً
- No related posts found