باحث يخطئ إطلاق البربر على شمال أفريقيا
أوضح الدكتور فاروق شهاب الدين أن الجغرافية المكانية أسهمت بشكل كبير في المحافظة على التركيبة الثقافية لسكان شمال أفريقيا، مشيرا إلى عدم صحة تسمية الأمازيغ بالبربر، وذلك في محاضرة له بعنوان «التنوع العرقي في شمال أفريقيا» بنادي المدينة الأدبي أمس الأول.
جغرافية المنطقة
وذكر شهاب الدين في المحاضرة التي أدارها مروان المزيني أن جغرافية شمال أفريقيا الواقعة ما بين البحر المتوسط شمالا والصحراء الكبرى جنوبا أسهمت في محافظة السكان على ثقافتهم، فيما صعبت سلسلة جبال الأطلس في الشمال احتلال الجزائر على النقيض من تونس والمغرب التي تتميز بالأراضي السهلية.
تاريخ البربر
وأضاف بأن تونس حملت اسم أفريقيا، وأول من سكن فيها عام 6800 قبل الميلاد هم البربر، مشيرا إلى دراسة لمؤسسة «DNA Family» تؤكد ذلك، ويطلق عليهم «أمازيغ» وهي الكلمة الأصلية، والبربر دخيلة من اللغة الرومانية.
وقال شهاب الدين «في القرن الحادي عشر تأسست قرطاج بعد دخول الكنعانيين والتي كانت بينها وبين روما عدة معارك قادها حنبعل الذي تدرس تكتيكاته الحربية في المدارس العسكرية إلى يومنا هذا».
وأشار إلى أنه في عام 753 قبل الميلاد انهارت قرطاج على يد الرومانيين وانتهت الإمبراطورية الرومانية على يد البيزنطيين، ودخلت دول شمال أفريقيا للإسلام في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه سنة 24 للهجرة عبر الصحابي عبدالله بن أبي سرح رضي الله عنه.
وقال موضحا «استمرت الحملات حتى أسست القيروان، وفي عام 1045 كان نزوح بني هلال وبني سليم من صعيد مصر الذين بلغ عددهم 300 ألف، فيما كان عدد البربر مليونين، وأدى ذلك لركود اجتماعي للفترة ما بين القرن 11 -15 وفي 1492 نزح الأندلسيون وعددهم 650 ألف شخص، وساهموا في النهضة».
التركيبة اللغوية
وأشار إلى لهجة سكان شمال أفريقيا وبأنها متنوعة نتيجة تلاقح الشعوب، وأثرت الجغرافية على التركيبة اللغوية التي تتميز بالأضداد مثل أن يطلق على الفحم بياضا والسخان براد والنار عافية، واللهجة التونسية تجمع خليطا من البربرية، العربية، التركية، الإسبانية، الفرنسية، الإيطالية، وتغيب عن لغة الأمازيغية حرفا الجيم والثاء.