خلاف حول سر عبقرية البردوني.. اللغة أم المخيلة؟
اعتبر عدد من الأدباء وعشاق الشاعر عبدالله البردوني بأنه أكبر شعراء العربية في العصر الحديث، لتكون شاعريته محل اتفاق بينهم، وذلك في صالون السقيفة بأدبي المدينة أمس الأول، بمناسبة ذكرى وفاته الـ15.
إلا أن ثمة جدلا حول سر هذه الشاعرية، حيث يرجعها الشاعر عيد الحجيلي إلى قدرته اللغوية الهائلة في حين يتحفظ فلاح على ذلك الرأي، ويرى أن المخيلة الغريبة والمعاني الشعرية غير المسبوقة لديه هي سر عبقريته.
وقد جمعت الجلسة بين الحديث عن تجربته وإلقاء عدد من نصوصه التي أبدع في تقديمها «عاشق البردوني» علي معاذ، والذي ألقى أكثر من نص كانت محل تفاعل الحضور، مؤكدا أنه خرج من عباءة الشعر أبو الطيب المتنبي، ولم يجد مفرا من تجربة البردوني حتى الآن ولا يريد ذلك.
ويرى الشاعر هيثم المخلالتي أن الحديث عن البردوني له نشوة خاصة، فيما يقول الشاعر فهد السليمي «يتضح من خلال شعره صدقه، وفي شخصيته وحديثه جاذبية لافتة تدل على إنسانيته»
«جمعتني جلسة مع البردوني قبل وفاته بأسبوع مع الشاعر محمد زايد الألمعي وقد كان في تلك الأيام وكأنه يشعر باقتراب أجله، ومن وحي هذه الجلسة كتب نصا بعنوان «تأبين حي إلى موتى» ألقيته في أربعينية البردوني في صنعاء عام 1420هـ، في شعر البردوني شخصيات أسطورية أو أخرى هشة يرفعها لدرجة الأسطورة».
الشاعر محمد مباركي – أحد مراجعي مجموعة البردوني الشعرية الأخيرة
«لماذا يحظى البردوني بكل هذا الحب؟ أظن لأنه لم يعش لنفسه وإنما عاش للآخرين، ولو نظرنا لقصائده الأولى نراه كيف يتسلل بأبياته بهدوء وصمت ويستولي عليك، مؤكدا أنه لم يعتن في شعره كثيرا بالمرأة».
أبوالفرج عسيلان – الشاعر
«البردوني صاحب القصيدة الأسئلة، ودائما ما تجد في شعره شخصا آخر يطرح عليه الأسئلة ويجيب على النص، هو أصوات متعددة.
ولديه كم كبير من الثقافات: في الدين واللغة، وهو أفضل من يبحث الزمان والمكان، واشتق لها مسمى «الزمكية».
مغرور، حين خاطب المتنبي وكان يعتقد أنه لم يصل العبقرية في نصه، وهو يرى أن المتنبي أقل منه شاعرية»
معبر النهاري – شاعر
«البردوني لدي أكبر شاعر بالعربية بحق ولا أماري في ذلك، هو حالة فريدة بلغ بالجملة الشعرية حالتها القصوى، وكذلك عنفوان التراكيب العربية.
وهو يشعرك حين تقرأ مفرداته أنه أبو الكلمات كأنها لأول مرة تكتب، علما بأنها موجودة ومتداولة لدى جميع الناس، لكن سر الشاعرية يجعلك كأنك تسمعها لأول مرة.
وأتحفظ على من يحيل عبقريته الشعرية إلى اللغة وأنها السبب الأول بقدر ما هي «المخيلة الغريبة» والمعاني الشعرية غير المسبوقة تماما.
ومن وراء هذه القوة كانت موهبة أصيلة وثقافة موسوعية في الأدب واللغة والفلسفة والفقه، وهو حقيقة «مارد الشعر العربي» وليس لدي من يضاهيه في هذا السياق، وهذا لا يعني أنه يغني عن الشعراء الآخرين».
نايف فلاح – شاعر
«البردوني مثقف ثقافة لغوية وغير لغوية انعكست على شعره، وقدرته اللغوية لا يضاهى بها، وهي مرتكزة على التراث، وممكن أن نقول إنها حداثية.
واللافت في شعره ظهور «اليمن وصنعاء»، ولو قرأت أربع قصائد يمكن تعرف أن هذا الشاعر من اليمن، ولديه ميزة على المستوى الفني في الصورة السريالية المنظمة، ومن المرجح أن يكون لعماه دور في ذلك.
ويميز قصائده أن جميعها طويلة لكنه لا يسف ولا يضعف فيها، ولديه دائما رؤى متعددة.
«وليس أفضل من أن يتحدث البردوني عن نفسه».
عيد الحجيلي – شاعر
«خلال قراءتي للشاعر عبدالله البردوني رأيت أنه يمكن أن يكون «سبرمان الشعر» الذي يسعى جميع الشعراء للوصل إليه، وقد جمع كل محاسن المدارس الشعرية، وأفضل ما فيها حداثيا تراثيا ولغويا».
يوسف الرحيلي – شاعر
«لما قرأنا البردوني وجدنا مكانا عميقا وصعبا، هو شاعر غير طبيعي لا يستطيع أحد أن يأتي بعده.
شاعر يبعث الفن فيك، وتصيبك خفة لا تذهب إلا بعمل فني سواء موسيقى أو شعر أو نثر».
تميم الأحمدي – الفنان