العقيق يثير الخلاف حول نشأة الأندية الأدبية وعلاقتها بعكاظ
شهدت الجلسة الثانية بالنسخة السادسة لملتقى العقيق الثقافي المقام بالمدينة المنورة أمس حول “أسرة الوادي المبارك ونادي المدينة المنورة وأثرهما الثقافي” تفجر الجدل حول نشأة الأندية الأدبية بالمملكة ومهرجان سوق عكاظ.
وسجل المدير العام للأندية الأسبق الدكتور عبدالله الشهيل اعتراضه على ما ذكره الباحث صالح المطيري من أن أدبي المدينة تأسس نتيجة لجهود أسرة الوادي المبارك، مؤكدا أنه تأسس ضمن ستة أندية أدبية، وجاء ذلك ردا على شبهات أثيرت آنذاك حول سوق عكاظ وكونه يعد تمجيدا للحياة الجاهلية، فطلبت مجموعة من المثقفين والأدباء في تلك المرحلة من الرئيس العام الأسبق لرعاية الشباب الراحل الأمير فيصل بن فهد تأسيس أندية تكون منطلقا للنشاط الأدبي في المملكة.
وكان الدكتور حمد السويلم قد خلص في ورقته التي كانت بعنوان “أحمد شوقي في مرايا عبدالعزيز الربيع النقدية” إلى أن الحديث عن الربيع وسجالاته النقدية يمثلان الحديث عن حقبة ما قبل الحداثة التي شهدت الصراع بين المحافظين والمحدثين، حيث إن الربيع وجد في شوقي في بدايات عصر الحداثة مثالا للمحافظة ومجالا للسجال النقدي مع محمد حسن عواد الذي كان يتزعم حركة الحداثة في بدايتها.
وأكد السويلم أن الربيع قرأ شوقي قراءة ثقافية، وتعامل مع الأدب كخط ثقافي اكتشف من خلاله ثنائيات متعددة.
ولفت السويلم إلى أن الحديث عن أحمد شوقي يمثل في خطاب الربيع مرآة انعكست عليها عدة صراعات بين المراكز الثقافية في بيئات مكة وجدة والمدينة، وبين التيارين الإسلامي الذي يمثله الربيع، والعروبي الذي يقوده العواد.
أوراق بحثية
وتحدث الباحث صالح المطيري في ورقة عن “أسرة الوادي المبارك” مشيرا إلى أن هذه الأسرة لم تكن الأولى في المدينة، فقد سبقتها المجموعة التي أسسها عبدالقدوس الأنصاري وأحمد الخياري وآخرون عام ١٣٤٥هـ باسم “الحفل الأدبي للشباب السعودي المتعلم” إلا أنها لم تدم طويلا.
وقدم الباحث محمد كاتبي ورقة بعنوان “نادي المدينة المنورة خلال أربعين عاما” أشار إلى أن القرون المتأخرة شهدت انتشار ما يسمى بظاهرة المجاورين بالمدينة المنورة، وجلهم من الأدباء والعلماء مما أدى إلى كثرة الأسر العلمية والأدبية، ولما انتهت الحرب وعاد الأهالي إلى المدينة كانت الحياة أشبه ببداية حياة جديدة، حتى أظل المدينة العهد السعودي فساد الأمن وعادت الحركة العلمية.
مداخلات
أثنى الدكتور محمد الربيع على اتجاه السويلم للحديث عن النسق المضمر لاختيار الربيع لشوقي في سجالاته مع العواد، غير مستبعد أن يكون عبدالعزيز الربيع قصد سحب العواد إلى هذا المجال للانتصار عليه، معترضا على ما ذكر السويلم من أن الربيع يمثل الاتجاه الإسلامي والعواد يمثل الاتجاه العروبي، مؤكدا أن العواد كان يمثل التجديد المتمرد.
وذهب الدكتور يوسف العارف إلى القول بأن حمد السويلم لبس عباءة عبدالله الغذامي، وأثبت بذلك أن النقد الأدبي لا يموت بقيام النقد الثقافي، لكنه قال إن السويلم بالغ في إيجاد معركة بين الربيع والعواد، وهو ما رد عليه السويلم بأن الصراع كان واضحا.
من ناحية أخرى وعد رئيس أدبي المدينة الدكتور عبدالله عسيلان بعمل أمسية للاحتفاء بالشاعر الراحل الإسكوبي.