الشبل.. آخر شهود أسرة الوادي المبارك
بعد رحيل الرفاق من أعضاء أسرة الوادي المبارك بأدبي المدينة المنورة يظل عبدالرحمن الشبل، شاهدا وربما وحيدا على تاريخ وحكايات ومسامرات الأسرة، في رحاب الوادي، وعدد من منازل الأحبة بصفته أحد مؤسسي الأسرة التي تشكلت في السبعينات الهجرية.
وفي الوقت الذي تعد حائل مسقط رأسه عام 1355هـ كما يذكر الباحث صالح المطيري، في ورقته عن الأسرة التي يقدمها ضمن جلسات ملتقى العقيق، باتت المدينة المنورة الجذوة التي اشتعل بها شعره، وتفتقت فيها مواهبه، ليشكل مع أصدقاء المرحلة أسرة الوادي التي تعد البذرة الأولى لنشأة أدبي المدينة .
وقال الشبل وهو يتحدث لـ»مكة» عن تجربته الأدبية في منزله في المصانع إنه لم يقتنع بما كتب، وكان يراه ناقصا حتى إنه فكر ذات يوم أن يتخلص منه، وكان عبارة عن مقطوعات شعرية ومراسلات بينه وجملة من الأصدقاء، مؤكدا أن الشعر الذي يتوق إليه لم يصله بعد، وقد نشأ في أجواء تزدحم بكبار الأدباء والعلماء والمثقفين.
زار الشبل المدينة عام 1383هـ وكانت حينها زاخرة بالناس، وكان من حسن طالعه أن يعيش في أجواء أدبية انتقل فيها مع رفيق الدرب عبدالعزيز الربيع في أول لقاءاته مع الأسرة، إلى منزل الشاعر حسن صيرفي ليلتقي هناك بكل من عبدالسلام حافظ، ومحمد رشيد، وآخرين.
درس الشبل الابتدائية بمسقط رأسه حائل، ثم رحل إلى الطائف ليدرس بدار التوحيد، ثم التحق بكلية الشريعة بمكة وتخرج فيها ليحصل لاحقا على الماجستير من دار العلوم بجامعة القاهرة.
وعمل الشبل مدرسا بمعهد إعداد المعلمين بعنيزة، لينتقل عام 1382هـ إلى جيزان مفتشا إداريا بالتعليم، ثم عمل مديرا لإدارة تعليم محافظة العلا، ثم أحيل إلى التقاعد بناء على رغبته عام 1406هـ.