جدل حول غياب روح الحجاز في ديوان شاكر
شهدت الندوة التي نظمها أدبي المدينة المنورة أمس الأول تحت عنوان: ديوان الحجازيات، قراءة أدبية، للراحل العلامة محمود شاكر، بمشاركة كل من الدكتور عبدالله عسيلان والأديب محمد كاتبي، جدلا حول غياب روح الحجاز في ديوان «الحجازيات»، والذي صدر أخيرا عن أدبي المدينة.
وقال الدكتور محمد الشنطي موجها حديثه لعسيلان: إن إنصاف شاكر يكون بقراءته قراءة موضوعية، لافتا إلى أنه لم يجد وهو يتصفح الديوان روح المكان أو الروح الإسلامية.
واتفق مع ذلك الرأي الدكتور عبدالباسط بدر، والذي رأى أن الأصح تسمية الديوان بـ «الجديات» في إشارة لولادة قصائده في جدة أو «الاغتراب»، مؤكدا أن ما تلبسه بعد قراءة قصائد الديوان أن شاكر كان شابا يعاني حينها من حالة نفسية، وشعور بالاغتراب ربما جعله ينسى كل ما يتعلق بالحجاز، مطالبا عسيلان، والذي كتب مقدمة الديوان وعلق عليه أن يفسر ذلك.
ودفعت تلك المداخلات عسيلان لوصف مداخلتي الشنطي وبدر بغير الواقعيتين، مشيرا إلى أنه لا يدافع عن عمله في الديوان، ولكن شاكر لم يطلق على ديوانه الحجازيات، لأنه سيتحدث عن قدسية مكة والمدينة، وإنما لأن نصوصه ولدت في أحضان الحجاز، وأضاف أن أهمية الديوان تكمن أن مادته الشعرية ترعرعت في رحاب الحجاز، وفي مدينة جدة على وجه التحديد وتمثل نصوصه بواكير شعر شاكر الذي لم ينشر بعد.
وتساءل عسيلان: هل نسمي الديوان الحجازيات فقط حين يتغنى بأبيات تتعلق بمكة والمدينة؟ وانتقد عسيلان قول الشنطي إن الديوان يخلو من الصور الأدبية.
من جانبه أكد الدكتور محمد المشوح أن الاحتفالية بشاكر تعطي رسالة ناصعة عن عالمية المدينة، متمنيا من تلميذه عسيلان أن يحقق وعده بإخراج الكتاب الذي يعكف عليه وسماه «محمود شاكر كما عرفته».
وأكد كاتبي أن شاكر ترك شعرا مخطوطا بين أوراقه، ومن ذلك ما كتبه حين كان نازحا إلى هذه البلاد المقدسة كما سمى هو نفسه «النازح»، وأطلق على شعره «الحجازيات».