ودّع نادي المدينة المنورة الأدبي ، الأديب المصري أنور أبو المجد الحريري ، الذي وافته المنية فجر أمس
(الأربعاء) عن عمر يناهز تسعين عاما , و تمت الصلاة على جثمان الفقيد بعد صلاة الفجر في المسجد
النبوي الشريف , و خدم الحريري النادي الأدبي لفترة تجاوزت 25 عاما ، و هو أحد أبرز مؤسسيه و واكب
في حياته العديد من الأدباء و المثقفين , و أوضح رئيس النادي ، الدكتور عبدالله عسيلان ، لـ «الشرق»
أن الحريري واكب مسيرة النادي منذ بدايته ، و عملت معه لمدة عشر سنوات ، لافتاً إلى أنه كان معلماً
مهتماً باللغة العربية ، و كان له دور واضح في المطبوعات و متابعتها و تصحيحها ، و تفريغ المحاضرات
التي تقام في النادي , و قال إنه كان من الحريصين على أداء عمله على الوجه الأكمل ، و يعتبر النادي
بيته الذي يرتاح فيه ، لذا خدم النادي « بكل ما أوتي من قوة » .
من جانبه ، أكد عضو مجلس إدارة النادي ، نايف الجهني ، لـ « الشرق » ، أن الفقيد كان يتمتع بمكانة
بين أعضاء النادي ، و يعد أهم فاعل فيه بعد انتسابه إليه ، قبل نحو ربع قرن , و بيّن الجهني أن كثيراً من
مؤلفي الكتب ، كانوا يستعينون به كمؤلف خفي ، لتعديل المواد و تنسيقها ، إضافة لكون النادي يتوجه
إليه في الأمور المعقدة ، منوها بأن الراحل يعد ذاكرة من الدرجة الأولى بالنسبة للمطبوعات والمحاضرات
و مجالس الإدارة و عدد الدقائق ، حيث « كان الحريري يكتب و يدقق إرساليات البريد و الكتب و غيرها »
و قال إن الحريري « كان يستطيع القيام بأربع و ظائف في آن واحد , إنه رجل غير مادي قطعا ، فمن أهم
ما قام به تنسيق المحاضرات ، ثم تسجيلها و تفريغها في الكتب ، وأيضا تصحيح الإصدارات ، إضافة إلى
كتابته اللوحات الإعلانية » ، حيث كان « يتمتع بخط جميل » و تابع «كان من أفضل مَن نظّم وأدار الإدارة
السمعية و المرئية ، التي تمتد من عام 1395هـ » ، مؤكداً أن النادي لا يستطيع تجاهل دور الراحل في
خدمة المكتبة الورقية إلى آخر أيامه ، مشيراً إلى أنه كان يحضر للنادي رغم الطلب منه عدم الحضور
كي يستريح نظرا لحالته الصحية .
المدينة المنورة – لينا أبو عزة
http://www.alsharq.net.sa/2012/10/18/541398