مداخلات تعاتب النقد بأمسية الغيثي ومدخلي
من أقصى الشمال إلى الجنوب تدفق شريان الشعر في المدينة المنورة عبر شاعرية “الطائي” شتيوي الغيثي، كما هو عنوان إحدى قصائده، ونجمة الجنوب شقراء مدخلي، في أمسية جمعتهما أمس الأول بأدبي المدينة المنورة، أدارها الشاعر يوسف الرحيلي.
وواكب نصوص الشاعرين عدد من المداخلات النقدية والانطباعية التي أجمع بعضها على اكتمال أدوات الشعر لدى الشاعرين، وقال الناقد الدكتور عبدالحق الهواس عن الشاعرين إنهما يصدران عن تجربة واضحة، كما يلاحظ تناصهما في بحورهما، فيما كانت فضاءات القصيدة غائمة أحيانا، ومشرقة في جانب آخر، وبدت الصورة السمعية – بحسب الهواس – في تجربتيهما أكثر من البيانية بسبب الإلحاح على الرمزية.
وبرز حب الوطن وعمق الانتماء في القصائد التي افتتح أشواطها شتيوي الغيثي بقصيدة بعنوان: أيها الوطن المشتهى، ألقى بعدها نص الأسامي، فيما استهلت الشاعرة شقراء مدخلي نصوصها بالسلام على مدينة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من خلال نص (طيبة الطيبة) ثم قدمت نصا رثائيا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وألقى بعد ذلك الغيثي نصا يمثل هويته الحائلية بعنوان (الطائي)، تلاه بنص (المجازي)، فيما قدمت الشاعرة شقراء قصيدة (جدوى) و(بداوة الرمل)، وهو ما دفع بعريف الأمسية يوسف الرحيلي إلى التعليق بقوله: إن حب الوطن يتكرر في قصائد شقراء.
واختتم الغيثي جولته بنصين غزليين (يا سمرة الماء)، و(استغفر الحب)، فيما اختتمت مدخلي قصائدها بما أسمته جولات نسائية أهدتها لزميلاتها، بينها نص (إلى روح فدوة).
ورأى الناقد صالح بن سالم أن مدخلي اشتغلت على المكان، فيما اشتغل الغيثي على الزمن وتميز في المزج بين الماضي والحاضر، فتجد أن الصحراء والرمل موجودان في قصائده بشكل لافت، مؤكدا أن المستقبل في القصيدة عادة ما يدل على شيء أكثر عمقا.
وتساءل الدكتور محمد المباركي عن عدم مواكبة النقد الأدبي لهذه الإبداعات الشعرية، مشيرا إلى أن النقد لم يتمكن من مواكبة هذا الإبداع، ليس لانعدام رؤاه وإنما لأن النقاد خبا بريقهم، فيما امتدح الشاعر معبر النهاري تجربة الشاعرين بقصيدة ارتجلها خلال الأمسية.