الشنطي: ” مواقع التواصل” حولت “التعصب” إلى ثقافة
شدد الناقد الدكتور محمد صالح الشنطي على أن الحوار هو بوابتنا الرئيسة نحو ثقافة العصر، مؤكدا أنه استشعر الحاجة لطرح مثل هذا الموضوع لأن نقيض الحوار هو ما يسود في كثير من المجتمعات العربية مشيرا إلى أن القرآن الكريم في منهجه دعا للحوار، والمهم أن يقود ذلك الحوار إلى ثراء وأن لا يتحول إلى خلاف، وأن الحياة برمتها منذ بدء الخليقة تقوم على مبدأ التفاعل بين الأفكار والبشر، حتى إن تطور الفنون الأدبية بدأ من الملحمة التي تعتبر الفن المعبر عن طفولة الأمم الذي يقوم على البطولة في الشعر القصصي. وذهب الدكتور الشنطي خلال محاضرته في نادي المدينة المنورة الأدبي أول من أمس عن (ثقافة الحوار ومجتمع المعرفة) إلى أن الحوار في العصور المتقدمة كان مبدأ أساسيا في الفطرة والتراث الإنساني، وكان الحوار هو المبتدأ لتفاهم البشر.
وأشار الدكتور الشنطي في المحاضرة التي أدارها صالح الصاعدي إلى أن الحوار هو البوابة الرئيسة الذي نلج منه إلى ثقافة العصر، وبناء مجتمع المعرفة، وأن مناهج الحوار كثيرة وقد قعدت القواعد، وأصلت الأصول وأصبح للحوار مبادئ وأسس يقوم عليها سواء عن طريق التجريب الطبيعي أو حتى فقه النص لغة وسياقا ومناهج.
وأكد الدكتور الشنطي إن الذين ظلموا البشرية واعتدوا عليها هم من انحرفوا بمفهوم الحوار ، ذاكرا لأن الحضارة الإسلامية نعتت بأنها بيانية، وهذا تقسيم جائر وقع فيه عدد من المفكرين والفلاسفة.
الدكتور الشنطي اختتم محاضرته بقوله: إن مارد المعرفة انطلق، ومجتمع المعرفة ينبني على مجتمع المعلومات، وهناك ما يسمى بمدن المعرفة تتلاقح فيها عقول من مختلف الأعراق والأجناس.
وطالب الدكتور الشنطي بحوار داخلي مع أنفسنا كي نتحول إلى مجتمع المعرفة مؤكدا أن هناك من يريد أن يقدم ثقافتنا باعتبارها عنصرية ومغلقة. وتأسف على ما تنشره بعض مواقع التواصل الاجتماعي حيت تحول داء التعصب للرأي إلى جزء من ثقافة البعض.