وصف الناقد الدكتور سعيد السريحي أديب المدينة المنورة الراحل عبدالقدوس الأنصاري بأنه كان متمركزاً حول ذاته يعد نفسه أحد شخصين أسسا نواة الأدب الحديث في المدينة المنورة ومعتبراً أعماله الأدبية الأكثر أهمية، وهي التي رسمت خارطة الأدب الحديث فيها (في المدينة المنورة). وقال السريحي خلال محاضرة نظمها نادي المدينة المنورة الأدبي أول من أمس بعنوان “أول أثر لم يظهر، أسئلة حول نشأة الأدب الحديث في المدينة المنورة” أدارها الدكتور ماهر الرحيلي: يظهر جلياً وجود التمركز حول الذات في شخصية عبدالقدوس الأنصاري وخصوصاً عند حديثه عن الحركة الأدبية الحديثة في المدينة المنورة.
وقال السريحي بقي الأنصاري مفتونا بذكر الأولويات حتى عد خلال حفل للذكرى 25 لتأسيسه لمجلة “المنهل” 64 أولوية جميعها للمجلة ومؤسسها، واستشهد السريحي لما ذهب إليه بعدد من النصوص من مؤلفات الأنصاري. وذكر السريحي جملة تناقضات في كتاب (أدبنا الحديث … كيف نشأ … وكيف تطور ) الذي يقول عنه مؤلفه الأنصاري إنه نتاج ومتممة مؤلف له بدأه قبل 81 عاما عنوانه “أول أثر ظهر”.
ومن بين التساؤلات التي طرحها المحاضر للحضور عندما قال هيئ نصف كتاب (أدبنا الحديث … كيف نشأ … وكيف تطور) الأول للنشر عام 1347 وولد نصفه الآخر بعد مضي 51 عاما من شقه الأول أي عام 1398 ونشر بعد وفاة الأنصاري بـ25 عاماً (عام 1428) معتبراً أن الفجوة التاريخية الواسعة في مراحل تكوين الكتاب تثير التساؤلات.
وقال: عرف عن الأنصاري حبه لنشر أعماله خلاف هذا الكتاب الذي لم يكن مطمئناً له، وتوفي عام 1403 قبل نشره. وكان ذكر الأنصاري لكتاب “أول أثر ظهر” كما نقل الدكتور السريحي قد ورد في حديثه ليلة تكريمه في إثنينية عبدالمقصود خوجة في الثاني والعشرين من محرم سنة 1403، حين قال (وقد اجتمعنا نحوا من عشرين شخصا من هواة الأدب، وقدمت لهم سؤال استفتاء يعتبر الأول من نوعه في تاريخ الأدب بالمملكة، وهو: ما هي الطريقة المثلى التي ترون أنها توصلنا إلى معرفة الأدب الحديث والاستمرار فيه والتأدب به؟ فأجابوني إجابات متعددة ومختلفة الآراء جمعت هذه الإجابات وأضفت إليها تراجمهم التي أعرفها”.
وإذا كان حديث الأنصاري ورد ليلة تكريمه في إثنينية خوجة عام 1403، أي بعد خمس سنوات من إعداد كتاب أدبنا الحديث كيف نشأ وكيف تطور للنشر وحديث الأنصاري عن ضم كتاب أول أثر ظهر إليه، فإن من المستغرب ألا يشير الأنصاري إلى ذلك الكتاب الذي كان قد أعده للنشر وضم إليه كتاب أول أثر ظهر، مفسرا تجاهله بأنه يعود إلى عدم رضا الأنصاري عنه.
وأكد السريحي أن تلك الملاحظات لا تقلل من مكانة الأنصاري وريادته في الآثار والرواية، وإصداره لمجلة المنهل، وقبل ذلك مكانته العلمية والأدبية التي يجلها الجميع، إلا أنه كباحث يقدم أسئلة حول كتاب “أول أثر ظهر” لم يثبت له وجود رغم ما ذكر عنه من إشارات.
فى 1 - نوفمبر - 2014
أقرا إيضاً
- No related posts found