أكد عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، محمد الجيزاني
و هو يتحدث أول أمس في نادي المدينة الأدبي عن “ جبل ثور .. الحقيقة الغائبة ”
أن حقائق غابت على عدد من أهل العلم والمؤرخين في تحديد موقع جبل ثور بالمدينة
حتى أن منهم من نفى وجوده في المدينة، مضيفاً أن الخلاف حول تحديد جبل ثور التاريخي
ظهر عام 1374هـ . و قال الجيزاني في محاضرته التي أقيمت في صالون الوادي المبارك
و أدارها المشرف على الصالون الدكتور هاني فقيه ، أنه لم يرد بين أهل العلم و المؤرخين
خلاف على موقع جبل ثور التاريخي ، و هو جبل صغير يقع في محاذاة جبل أحد من جهته
الشمالية ، إلا قبل خمسة عقود ، عندما شكك إبراهيم العياشي ، و تردد في مؤلفه :
“ المدينة بين الماضي و الحاضر” بينه و بين جبل صغير آخر يقع على طريق المطار حالياً
و يعرف بجبل الخزان ، و بحسب المحاضر فإن العياشي فتح باب الإجتهاد حتى وصلت
المواقع المختلف عليها لحد حرم المدينة الشمالي إلى أربعة مواقع و خالف المحاضر في
ورقته ما ذهبت إليه اللجنة العلمية التي شكلت سابقاً لتحديد حرم المدينة ، التي توصل
أعضاؤها إلى أن الجبل المسمى بـ” الدقاقات ” و الواقع شمال غرب جبل أحد على الطريق
المؤدي للمتنزه البري هو جبل ثور ، و هو حد حرم المدينة الشمالي ، منوهاً بأن هذا يخالف
ما جاء في السنة النبوية ، و ما اتفق عليه أهل العلم المعاصرين من أهل المدينة ، الذين
وصلوا لتحديد جبل ثور بالإستقراء و التتبع التاريخي ، و هو الأصلح ، كما ذهب المحاضر في
الإستدلال ، و تحديد المواقع التي يعتمدون فيها على النقل و التتابع لا الإجتهاد .
وشهدت المحاضرة عدداً من المداخلات ، حيث جاء رأي الباحث الدكتور تنيضب الفايدي مخالفاً
لما ذهب إليه المحاضر من أن جبل ثور هو الجبل الصغير الواقع شمال جبل أحد بخمسة أمتار
فقط، والاختلاف على الحد الشمالي لحرم المدينة، مشيراً إلى أن الاختلاف ظهر عام 1374هـ
و ما زال البعض يثير قضية حد حرم المدينة الشمالي ، ليتجدد الخلاف حولها ، و هو دليل على
أن هناك من يستفيد من إثارة هذا الخلاف , كما اختلف الدكتور سليمان الرحيلي ، مع المحاضر
و قال : من حدد هذا الجبل الصغير هم مؤرخون من غير أهل المدينة ، و إن القول بتحديد الجبل
الذي ذهب إليه المحاضر يقتضي إخراج أجزاء كبيرة من جبل أحد من حرم المدينة , ودعا الرحيلي
المهتمين و الجهات المعنية إلى سرعة البت في هذا الخلاف ، حتى لا تظهر جبال جديدة داخل
هذا الخلاف , و أضاف أنه إلى عهد قريب كان الخلاف بين جبل صغير شمال جبل أحد ، و جبل آخر
على طريق المطار يسمى جبل الخزان ، ثم ظهر جبل الدقاقات ، و اليوم يظهر لنا جبل رابع جديد
خلف جبل الدقاقات ، مؤكداً أنه لابد من قطع الخلاف كي لا نترك الباب مفتوحاً لمزيد من التخرصات .
و أوضح رئيس النادي الدكتور عبدالله عسيلان ، أن الجبل الواقع بالقرب من مبنى معالجة مياه الصرف
الصحي ، المسمى بالدقاقات ، هو جبل ثور ، مشيراً أن حدود حرم المدينة من الجهة الشمالية هو
ما توصلت له اللجنة المشكلة لتحديد حرم المدينة حينها ، و المكونة من الدكتور عمر فلاتة ، و حماد
الأنصاري ، و الدكتور عبدالعزيز قاري ، و الدكتور مرزوق الزهراني , و اتفق الباحث عبدالله الشنقيطي
مع ما ذهب إليه المحاضر ، و عارض في مداخلته القائلين بأن الجبل المعروف بالدقاقات هو جبل ثور
محل الخلاف ، مشيراً إلى أنهم استندوا فيما ذهبوا إليه بما سمعوه من المزارعين و العوام من مسميات
تكثر و تشيع بين القبائل , أما الباحث عدنان العمري ، فقال إن جبل الدقاقات الواقع على طريق المتنزه
البري هو جبل ثور ، و تساءل عن سبب دخول الجامعة الإسلامية ، و الأحياء المجاورة لها في حد الحرم
مع أن النصوص تدل على أنها تقع خارج حدود حرم المدينة ، موضحاً أن هناك أسباباً تجارية وراء تجدد
الخلاف حول حدود الحرم، لأن حدود الحرم تتأثر بأسعار بيع العقارات في المدينة , و طالب الشاعر خالد
النعمان ، في مداخلته ، بتكوين لجنة تقف على الجبال الأربعة المختلف عليها و تحديد جبل ثور و الإتفاق
عليه بوجود لجنة مقررة ترفع للجهات العليا ، مضيفاً أن هناك لجنة من كبار العلماء شكلت لإعادة النظر
في القرار ، الذي وضعت بموجبه أعلام حدود حرم المدينة .
المدينة المنورة – هبة خليفتي
http://www.alsharq.net.sa/2012/09/10/480340