رحيل الأنصاري موثق تاريخ المدينة المنورة
رحل صاحب أبرز الكتب التي تناولت تاريخ المدينة المنورة ومظاهرها الاجتماعية، الأديب وعضو مجلس إدارة أدبي المدينة الأسبق ناجي بن محمد الأنصاري عن عمر قارب الـ80 عاما، وووري جثمانه الثرى أمس بمقبرة بقيع الغرقد، وسط حضور أبنائه ولفيف من محبيه وعدد من مثقفي وأدباء المنطقة.
ونعى الدكتور محمد الدبيسي الراحل، وأوضح بأن جهود الأنصاري تمحورت حول جانبين:
1. تاريخ التعليم في المدينة
يعد «مرجعا مهما ووحيدا في موضوعه، حيث تقصى تاريخ التعليم ومظاهره، ورصد مراحله بدقة ومنهجية واستيعاب عبر تلك الحقب التاريخية المتوالية، بدءا من مدرسة المعلم الأول محمد صلى الله عليه وسلم، وبذل جهدا مضنيا لإنجاز هذا السفر المهم الذي لم يسبقه أحد إلى مثله، ولا سيما من ناحية تتبع حركة التعليم مرورا بجمع مراحله التاريخية».
2 . التاريخ الاجتماعي
«عرض بأسلوب مبسط وواضح ثلاثية الطيرمة، التعتمية، المسقاية، بتناغم مع المزاج الشعبي والاجتماعي، ورصد مظاهر حياته وطقوسه اليومية والموسمية ولتقاليده المعيشية بتواقيتها وأنظمتها والقيم الحاكمة لها».
وقبل رحيل الأنصاري زاره عدد من أعضاء مجلس إدارة أدبي المدينة ومثقفيها إثر تعرضه قبل أشهر لوعكة صحية في منزله على ضفاف الوادي المبارك، الذي شهد جلسات أسرة الوادي، ويحتوي واحدة من أهم المكتبات الخاصة في المدينة، ودار حديث حول نشاطه ونتاجه الثقافي، وعدد من كتبه التي لا يزال بعضها قيد المخطوط.
دراسته
بدأ رحلته العلمية بحصوله على شهادة الابتدائية من المدرسة المنصورية بالمدينة عام 1376، إلى البكالوريوس في الجغرافيا والتربية، من كلية التربية بمكة عام 1385، والدبلوم العالي في التربية والإدارة 1393.
وشغل عددا من الوظائف التعليمية بعد تخرجه، حيث عمل مديرا لمتوسطة بالدمام 1386-1388هـ، ثم متوسطة الصديق بالمدينة، فالقعقاع بن عمرو التي قام بتأسيسها حتى 1389هـ.
«من رواد الأدب في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أسرة الوادي المبارك التي كانت أسرة ثقافية لها نشاطها الأدبي والثقافي، وتضم كوكبة من أدباء المدينة، وعضو مهم ومؤسس في النادي الأدبي، إلى جانب مؤلفاته العديدة التي تتعلق بتاريخ المدينة مثل: تاريخ المسجد النبوي، وكتب أخرى تتناول المظاهر الاجتماعية في المدينة المنورة مثل «الطيرمة»، «التعتيمة»، وكان محبا للعلم والثقافة والمعرفة.فقد المشهد الثقافي أستاذا جليلا وتربويا له تجارب كثيرة».
الدكتور عبدالله عسيلان رئيس أدبي المدينة
«الأنصاري متعدد الجوانب الفكرية والأدبية والتاريخية، وله إسهاماته الكبيرة جدا عبر الثقافة والأدب في المدينة وعلى مستوى المملكة.أثرى الساحة الأدبية والتاريخية بمؤلفاته، التي باتت اليوم مصادر ومراجع في تاريخ المدينة والثقافة بالعموم، إضافة لنشاطاته الاجتماعية في المجتمع المدني من خلال تواصله وعطائه الفكري مع النشء الحديث والجيل القديم الذي كان معاصرا له.وله نشاطه في مجال التعليم، وتجمعه علاقات عميقة بالأديب الراحل عبدالعزيز الربيع وكان ملازما له».
نايف الدعيس الشريف أكاديمي
«مال الأنصاري للاستقصاء في مشاريعه البحثية، واتخذ الصنيع المنهجي في كتابيه السابقين، في كتابه المهم «عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف عبر التاريخ» يمثل مرجعا في بابه، من حيث الحقب التاريخية التي رصد عمارة المسجد النبوي عبرها وتوسعاته ومكوناته والتغيرات والتطورات التي مر بها، وعبر عن صدق انتمائه للمدينة، بقيمة المنجز الذي نذر جزءا من حياته لأجله خدمة للتعليم والتاريخ فيها».
الدكتور محمد الدبيسي نائب رئيس أدبي المدينة